كتاب ابيض: طريق التنمية السلمية فى الصين-5

عضو فعال تاريخ التسجيل : 18/09/2008

ـ التمسك بالوئام والثقة المتبادلة وتحقيق الامن المشترك . على مختلفة الدول ان تتعاون فى مواجهة التهديد على الامن العالمى. وعليها ان تنبذ فكرة الحرب الباردة وتقيم مفهوما جديدا للأمن نواته الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتعاون, وان تعمل سويا لمنع الاشتباكات والحروب عبر آلية الامن الجماعى العادلة والفعالة. وان تزيل او تخفف تهديدات النشاطات الارهابية والمخاطر المالية والكوارث الطبيعية وغيرها من المشاكل الامنية غير التقليدية لصيانة سلام العالم وأمنه واستقراره . وعليها ان تتمسك بتسوية النزاعات أو الاشتباكات الدولية بطرق سلمية وعبر التشاورات والمفاوضات على قدم المساواة , وتقوم معا بمعارضة اعمال الاعتداء على سيادة الدول الاخرى ومعارضة التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الاخرى ومعارضة استخدام القوة أو التهديد بالقوة على هوى كل طرف . وعليها ان تعزز التعاون الدولى فى مكافحة الارهاب وتتمسك بمكافحته فى المجالين العرضى والجوهرى فى آن واحد, مركزة على ازالة الجذر وتسديد الضربة الحازمة الى الارهاب. وعليها ان تحقق نزع السلاح والحد من التسلح على نحو فعال وان تحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل وتدفع بنشاط عملية نزع السلاح النووى الدولى وتصون الاستقرار الاستراتيجى العالمى وفقا للمبادىء العادلة والمعقولة والشاملة والمتوازنة.

ـ التمسك بالعدالة والمنفعة المتبادلة وتحقيق التنمية المشتركة. فيجب التمسك باتخاذ العدالة اساسا لتحقيق التنمية المتوازنة والمنتظمة فى عملية العولمة الاقتصادية, كى تستفيد منها مختلف الدول وعلى وجه الخصوص الدول النامية الغفيرة بدلا من توسيع الفجوة بين الجنوب والشمال الى حد اكبر. ويجب دفع تطور العولمة الاقتصادية نحو اتجاه موات للازدهار المشترك, وعلى الدول المتطورة ان تتحمل مزيدا من المسئولية لتحقيق التنمية العامة والمتناسقة والمتوازنة فى العالم, وعلى الدول النامية ان تستخدم تفوقاتها الخاصة تماما لدفع التنمية. ويجب دفع تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار, وازالة مختلف الحواجز التجارية وفتح الاسواق بصورة اكثر وتخفيف القيود عن تصدير التكنولوجيا لانشاء نظام علنى وعادل ومعقول وشفاف ومفتوح وغير تمييزى للتجارة الدولية متعددة الاطراف, مما يقدم بيئة تجارية جيدة للتنمية الاقتصادية العالمية المنتظمة. ويجب اكمال النظام المالى الدولى بصورة أفضل لخلق بيئة مالية دولية مستقرة وفعالة لنمو الاقتصاد العالمى. ويجب تعزيز الحوار والتعاون حول طاقة العالم اجمع لصيانة امن الطاقة واستقرار اسواقها سويا. ويجب دفع وضمان حقوق الانسان بنشاط كى يتمتع كل انسان بفرص وحق السعى وراء التنمية الشاملة على حد سواء. ويجب ابداع نمط تنمية ودفع التنمية المتناغمة بين الانسان والطبيعة وسلوك طريق التنمية المستدامة.

ـ التمسك برحابة الصدر والانفتاح وتحقيق الحوار بين الحضارات. التنوع الحضارى هو صفة اساسية للمجتمع البشرى, وايضا قوة محركة مهمة لتقدم الحضارة البشرية. فعالى مختلف الدول ان يحترم بعضها حقوق الآخر فى اختيار انظمتها الاجتماعية وطرقها للتنمية بالمبادرة الذاتية ويستفيد بعضها من تجارب الآخر لتلافى الضعف لكى تحقق مختلف الدول البعث والتنمية حسب ظروفها الخاصة. ويجب تقوية الحوار والتبادل بين الحضارات المتنوعة وبذل الجهود لازالة الشكوك وسوء التفاهم بين مختلف البلدان لتحقيق التنمية المشتركة من خلال السعى وراء ايجاد النقاط المشتركة ونبذ الخلافات جانبا, لجعل البشرية اكثر وئاما والعالم اكثر غنى وتنوعا. ويجب صيانة التنوع الحضارى وتنوع انماط التنمية, وتضافر الجهود لانشاء عالم منسجم يجمع بين مختلف الحضارات.

فى السنوات العديدة الماضية, ظلت الصين تتمسك بموقفها السياسى الداعى الى السلام والتنمية والتعاون, وتثابر على سياستها الخارجية السلمية المستقلة, وتؤدى دورها البناء وتعمل سويا مع مختلف الدول على المشاركة فى الممارسات العملية لتحقيق الهدف السامى لانشاء عالم منسجم انطلاقا من روح الديمقراطية والوئام والعدالة وسعة الصدر.

تدفع الصين بنشاط تطور النظام السياسى والاقتصادى الدولى نحو اتجاه عادل ومعقول, وتحفز تعميم الديمقراطية فى العلاقات الدولية. والتزاما بأهداف ومبادئ << ميثاق الامم المتحدة >>, تهتم الصين بالدور الهام الذى تعلبه الامم المتحدة بصفتها نواة للآلية الدولية المتعددة الاطراف فى الشؤون الدولية, وتدفع بنشاط تسوية الاشتباكات الاقليمية ومسألة التنمية عبر التعاون المتعدد الاطراف, كما تؤيد بنشاط الامم المتحدة فى تأدية دور اكبر فى الشؤون الدولية. وتؤيد اصلاح الامم المتحدة وتدافع بحزم عن مصالح الامم المتحدة البعيدة المدى والمصالح المشتركة لاعضائها الغفيرين. لقد انضمت الصين الى اكثر من 130 منظمة دولية بين الحكومات, من ضمنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية, واشتركت فى اكثر من 267 معاهدة دولية متعددة الاطراف مثل << معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية >>, وتشارك بنشاط فى التعاون الدولى فى نواحى مكافحة الارهاب والسيطرة على التسلح وحظر الانتشار وحفظ السلام والاقتصاد والتجارة والتنمية وحقوق الانسان والقضاء والبيئة.

تدفع الصين باعمالها الواقعية انشاء علاقات حسن الجوار والثقة المتبادلة مع المناطق المجاورة لحفز التعاون الامنى الاقليمى. ووفقا لمبادئ القانون الدولى وروح التشاور على قدم المساواة والتفاهمات والتنازلات المتبادلة, تعمل الصين على حل المشاكل الحدودية وتسوية النزاعات وتعزيز الاستقرار بصورة مناسبة مع الدول المجاورة. وعبر الجهود المشتركة مع مختلف الدول, وقعت الصين مع 12 دولة مجاورة برا معاهدات حدودية وحلت المشاكل الحدودية المخلفة من التاريخ. وتتطور مشكلة الحدود بين الصين وكل من الهند وبوتان نحو اتجاه ايجابى. وتدفع الصين بنشاط الحوار والتعاون الامنى الاقليمى, حيث تلعب دورا ايجابيا بناء فى الآليات الاقليمية مثل " الاسيان ـ الصين ", و" الاسيان ـ الصين واليابان وجمهورية كوريا", ومنظمة شانغهاى للتعاون, ومنظمة التعاون الاقتصادى لاسيا والباسفيك, ومنتدى منطقة الآسيان, والتعاون والحوار فى آسيا وغيرها. واضفى انضمام الصين الى // معاهدة الصداقة والتعاون لجنوب شرقى آسيا // حيوية جديدة على السلام والصداقة بين الصين ودول رابطة جنوب شرقى آسيا.

لعبت الصين دورا بناء من اجل تسوية بعض المسائل الساخنة الدولية والاقليمية مما دفع الأمن المشترك فى العالم. فحول المسألة النووية فى شبه الجزيرة الكورية, ظلت الصين تقوم بالوساطة الايجابية والدائبة, واسهمت فى انجاح اجراء المحادثات الثلاثية ( الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة ) والمحادثات السداسية ( الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة وجمهورية كوريا وروسيا واليابان ) على التوالى تحت رعايتها, وشجعت مختلف الاطراف على اصدار بيانات مشتركة, مما خفف حدة التوتر فى شبه الجزيرة الكورية, بحيث تلعب الصين دورا بناء لصيانة سلام واستقرار شمال آسيا الشرقى. وبالنسبة الى مسألة الشرق الاوسط, تشجع الصين الاطراف ذات العلاقة على العودة الى المفاوضات حول السلام واستئناف مسيرة السلام وفقا للقرارات المعنية للامم المتحدة ومبدأ " الارض مقابل السلام ". وحيال مسألة العراق, تدعو الصين بنشاط الى البحث عن حل سياسى داخل اطار الامم المتحدة, كما فعلت اعمالا كثيرة لحل مسألة العراق بصورة مناسبة. وبشأن المسألة النووية فى ايران, اتخذت الصين طرقا عديدة لإقناع الاطراف المعنية بالتصالح وحثها على اجراء المفاوضات سعيا لحل هذه المسألة سلميا وبصورة مناسبة داخل اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وواصلت الصين مشاركتها بصورة اوسع فى عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام, اذ ارسلت اكثر من 3000 فرد / مرة من العسكريين والشرطيين والموظفين المدنيين الى 14 عملية من هذا القبيل.

وتبذل الصين كل ما فى وسعها لمساعدة سائر الدول النامية لدفع التنمية المشتركة لمختلف الدول. ففى خلال السنوات العديدة الماضية, قدمت الصين مساعدات نزيهة بقدر المستطاع لمساعدة سائر الدول النامية على تعزيز قدرة تنميتها المستقلة. وحتى الآن, قدمت الصين مساعدات الى اكثر من 110 دول ومنظمات اقليمية فى تنفيذ اكثر من 2000 مشروع. وقد خفضت أو ألغت الصين 16.6 مل يار دولار امريكى فى صورة 198 دفعة من الديون المستحقة على 44 دولة نامية. وفى مايو 2005, انشئ المركز الدولى الصينى لمساعدة الفقراء فى بكين. وفى الاجتماع الرفيع المستوى لتدبير اموال التنمية لمؤتمر القمة للذكرى الستين لتأسيس الامم المتحدة فى سبتمبر 2005, اعلن الرئيس الصينى اجراءات جديدة اتخذتها الصين لتعزيز مساعدة الدول النامية الاخرى وهى: ان تمنح الصين معاملة الرسوم الجمركية الصفرية لبعض البضائع من ال39 دولة الاقل نموا ذات العلاقات الدبلوماسية مع الصين على ان يشمل نطاق الأفضلية معظم السلع المصدرة من هذه الدول الى الصين; وتزيد من توسيع حجم المساعدات المقدمة الى الدول الفقيرة الاكثر مديونية والبلدان الاقل نموا; وفى السنتين المقبلتين, ستلغى من خلال القنوات الثنائية أو تشطب بطرق معالجة اخرى جميع القروض الحكومية بلا فائدة والمنخفضة الفائدة المستحقة التى لم تسددها فى الموعد المحدد جميع الدول الفقيرة الاكثر مديونية وذات العلاقات الدبلوماسية مع الصين قبل نهاية عام 2004; وفى خلال السنوات الثلاث المقبلة, ستقدم الصين الى سائر الدول النامية 10 مليارات دولار امريكى من القروض الميسرة وائتمانات التصدير التفضيلية للمشترى لاستخدامها فى مساعدة هذه الدول على تعزيز بناء منشآت البنية التحتية ودفع مؤسسات الجانبين لممارسة الاستثمار المشترك والتعاون; وفى نفس الفترة, ستزيد الصين من المساعدات المعنية المقدمة الى سائر الدول النامية وخاصة البلدان الافريقية, وتقدم اليها مواد دوائية من ضمنها الدواء الناجع لمكافحة الملاريا, وتساعدها على اقامة وتحسين المنشآت الطبية وتدريب العاملين الطبيين; وستدرب وتربى 30 الفا من الاكفاء بأنواعهم المختلفة لحساب الدول النامية الاخرى لمساعدتها فى تسريع تربية الاكفاء.

تعزز الصين التبادل والحوار مع مختلف الحضارات بلا انقطاع, لدفع سعة الصدر المتبادلة بين مختلف الحضارات. ان الانفتاح ورحابة الصدر وامتصاص كافة الاشياء المفيدة تشكل مزايا هامة للحضارة الصينية. وفى اليوم الذى يتطور فيه اتجاه العولمة الاقتصادية بعمق, تدرك الصين بصورة اكثر المغزى الهام للتبادل والحوار بين مختلف الحضارات, فتتجه الصين بنشاط نحو العالم ليتعرف عليها, كما تمتص وتقتبس النتائج المفيدة من الحضارات الاخرى. فى السنوات الاخيرة, اقامت الصين مع بعض الدول نشاطات مختلفة الاشكال مثل " الاسبوع الثقافى" و" الرحلة الثقافية " و" المهرجان الثقافى" و" السنة الثقافية ", مما دفع التبادل والتفاهم بين الشعب الصينى وشعوب الدول ذات العلاقة ووجد نمطا جديدا لاجراء الحوار بين مختلف الحضارات على أساس المساواة.

خاتمة

الصين اكبر دولة نامية فى العالم اليوم. فان أبناء الشعب الصينى البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة يسلكون طريق التنمية السلمية. وهذا بلا شك يضيف الى القضية السامية لسلام البشرية وتنميتها عوامل ايجابية هامة للغاية.

وتعرف الصين حكومة وشعبا بكل الوضوح ان نفسها مازالت دولة نامية ولا تزال تواجه صعوبات ومشاكل كثيرة فى طريق تنميتها, وامام بناء تحديثها درب طويل. ويتفق سلوك طريق التنمية السلمية مع مصالح الشعب الصينى الأساسية وايضا مع المطالب الموضوعية لتطور وتقدم المجتمع البشرى. وتسلك الصين طريق التنمية السلمية حاليا, وستظل تسلك هذا الطريق بعد أن تكون قد أصبحت دولة قوية فى المستقبل. ان عزم الصين حكومة وشعبا على سلوك طريق التنمية السلمية ثابت لا يتزعزع.

كما تدرك الصين حكومة وشعبا تمام الادراك أن مسألتى السلام والتنمية فى العالم لم تحلا بعد من حيث الاساس, والحروب والاشتباكات المحلية الناجمة عن الاسباب المتنوعة ما زالت باقية, والمسائل الساخنة الاقليمية متشابكة ومعقدة, وعوامل التهديدات التقليدية وغير التقليدية على الأمن متداخلة, والفجوة بين الجنوب والشمال تتوسع بصورة أكثر, والحق الاساسى فى البقاء لشعوب بعض الدول غير مضمون. لذا فان بناء عالم منسجم دائم السلام ومشترك الازدهار للبشرية مازال فى بداية الطريق, ويحتاج الى جهود مشتركة دائبة وطويلة الامد من شعوب الدول المختلفة.

لقد بزغت آفاق مشرقة للقرن الجديد, اذ يتطور ويتقدم المجتمع البشرى الى الامام بسرعة لم يسبق لها مثيل فى التاريخ. وقد حددت الصين أهدافا لكفاحها فى العشرين سنة الاولى من القرن الجارى, وهى ان تبنى الصين على نحو شامل مجتمعا رغيد الحياة ذا مستوى اعلى لخير سكانها البالغ اكثر من مليار نسبة, وان تجعل الاقتصاد اكثر تطورا والديمقراطية اكثر توطدا والعلوم والتعليم اكثر تقدما والثقافة اكثر ازدهارا والمجتمع اكثر انسجاما ومعيشة الشعب اكثر يسرا. وحينئذ فمن المؤكد ان تقدم الصين مساهمات اكبر فى سبيل قضية السلام والتنمية السامية للبشرية. / نهاية الخبر/

mando

واتمنى لكم قراءةً موفقه ومع التوفيق